السلام عليكم
إن معيار اهتمام الأمم بمستقبلها يقاس بمدى اهتمامها بأطفالها ووضع الخطط الوطنية الاستراتيجية لصنع شخصيتهم المتكاملة القادرة على دخول المستقبل حيث تتسابق الأمم .
يستحيل علينا أن ننهض في المستقبل دون الاهتمام بالإنسان . ومن يتمعّن في خططنا المتعلقة بالأطفال يجد أننا مقصرين جداً على مختلف المستويات الرسمية والشعبية . فما زالت خططنا عشوائية غير جادة تفتقر إلى الدعم بكل أنواعه تاركين أطفالنا يتعرضون لأشرس الهجمات التي تستهدف عقولهم وأرواحهم وتجعلهم غرباء عن مجتمعهم وتراثهم . وإذا كانت الفنون وسيلة أساسية في تنشئة الطفل وانفتاح شخصيته وصقل روحه فإن مسرح الطفل من أهم الفنون لأنه جامع شامل لمعظم هذه الفنون وهو فن جماعي يتذوّقه الطفل مع الجماعة فينتمي فيه الإحساس بالانتماء إلى مجتمعه ووطنه . وقد عملت وزارة الثقافة كل عام على إقامة مهرجان مسرحي للأطفال تجريه في العطلة الانتصافية كي يتمكن الأطفال من رؤية هذه العروض ويستمتعوا بها وتغرس فيهم مختلف القيم التي نحن بأمس الحاجة إليها . ولكن يبدو أن وزارة الثقافة تعمل وحيدة في هذا المجال ويأبى المسؤولون في هذه المدينة أن يمدوا إليها يد المؤازرة والمساعدة وكأن مسرح الطفل لا يعنيهم بشيء فها هي عروض الأطفال المسرحية تجري في مسرح الزهراوي حيث الصقيع والزمهرير ودرجة حرارة تقارب الصفر لأن مديرية التربية تبخل على هؤلاء الأطفال الذين أتوا لرؤية العروض مع أهلهم بكمية من المازوت تدفئهم رغم الكتب والهواتف التي وجهتها مديرية المسارح إليهم وكأن الأمر لا يعنيها بشيء وأنا واثق أنه لم يأت أحد من مسؤولي التربية لرؤية هذه العروض ودعمها قد يقول أحدهم إن مديرية التربية أو الجهات الرسمية الأخرى تعاني من أزمة محروقات ولكني أقول لهم أن ما حدث هذا العام قد حدث نفسه في العام الماضي فقد شاهد الأطفال العروض في ظروف مشابهة أيها السادة إن أطفالنا هم مستقبلنا وليس الحجارة التي ترفعونها وتزخرفونها ويكفي أن تعلموا أن شركات تصنيع السلاح في أمريكا هي التي تصنع أفلام الأطفال والكارتون كي يراها أطفالنا وتشوه عقولهم وأرواحهم... فماذا أنتم تفعلون؟