السلام عليكم
نقولا طعمة-بيروت
كشف رئيس جمعية أطباء الأورام الخبيثة في لبنان الدكتور جوزف قطان عن عرض إنجاز "الأدوية الهدافة" (Targeted Therapy) لعلاج الخلايا السرطانية، وذلك في المؤتمر السنوي الإقليمي لمنظمة الأسكو الأميركية في بيروت هذا الشهر.
وقال قطان للجزيرة نت إن هذا العلاج "يستهدف الخلية السرطانية فيشلها ويقتلها دون إلحاق الأذى بالخلايا السليمة، خلافا للعلاجات الكيميائية التي كنا نستخدمها قبل العام 2000".
وأضاف "الأدوية الهدافة الحديثة تصيب هدفا جديدا في الخلية. وهذا العام مثلا، كان عندنا هدف جديد اسمه الـPARP، وهو نوع من الحامض الخلوي (Enzyme) موجود في نواة الخلية يعمل على ترميم الحامض النووي للخلية السرطانية بعد تكسيرها بالعلاج الكيميائي. فكانت الخلية السرطانية تقاوم العلاج بفضل هذا الحامض".
وأشار إلى أن "الأدوية الهدافة تستهدف الـPARP، وتمنعه من إعادة تكوين الخلية السرطانية المكسّرة. والدواء الهدّاف يعطى مع العلاج الكيميائي ليكمل دوره فيصبح العلاج فعالا جدا. وستنزل هذه العلاجات إلى السوق قريبا".
وأوضح أن المرض الأساسي الذي يشفيه هذا العلاج هو سرطان الثدي، مضيفا أن هذه التجارب أجريت على نوع من السرطان الخبيث جدا حيث لا تتوافر مثبطات الهرمونات.
سرطان الثدي
وكذلك هناك وفق قطان "هدف ثان اسمه RB2، موجود على جدار الخلية السرطانية للثدي، وإذا لم يكن موجودا، كما لم تكن المقبلات Receptors موجودة أيضا، يسمى المرض Triple Negative، ويعتبر من السرطانات الشديدة الخطورة، ولا يتجاوب مع العلاج الكيميائي على الإطلاق. ولكن عندما نضيف إليه "مثبط البارب" PARP Inhibitor يصبح العلاج الكيميائي فعالا".
وتحدّث قطان عن علاج أمراض الأورام الخبيثة للرئة، وقال "في هذه الأمراض المتقدمة كنا نعطي علاجا كيميائيا نصل به لأفضل تجاوب، ثم نتوقف، ونعتبر أنه لم يعد هناك علاج".
أما الآن، فتبين –وفق رئيس جمعية أطباء التورم الخبيث في لبنان- أنه عندما نصل إلى أفضل تجاوب هناك أدوية جديدة هدّافة أيضا نستطيع أن نعطيها بواسطة الفم بعد الانتهاء من العلاج الكيميائي لكي تزيد نسبة النجاح في مكافحة السرطان.
كما أن هناك عقارا اسمه (Altima) وهو نوع من العلاج الكيميائي لما بعد العلاج التقليدي، ونسميه الصيانة (Maitenance) وهدفه تقوية تجاوب الخلية المريضة مع العلاج، مشيرا إلى أن هناك نسبة تحسن 10% سنويا، وكل سنة نجد تطورا على أمل أن نصل إلى الشفاء التام.
وقد نقلت جمعية أطباء التورم الخبيث في لبنان أفضل علاجات السرطان للعام 2009 من مؤتمر الأسكو الأميركي.
وتقوم جهات خاصة أو رسمية متعاونة مع الأسكو بتأمين المنجزات الجديدة حيث تعرضها في مؤتمرات إقليمية، يشارك فيها مئات الأطباء من اليابان والمكسيك وفرنسا ولبنان وغيرها.
وتحدّث رئيس نقابة الأطباء في لبنان الدكتور جورج أفتيموس عن منجزات الأسكو لهذا العام والمواضيع التي نقلت إلى لبنان، في حديث للجزيرة نت، قال فيه "المؤتمر يسمى أفضل ما لدى الأسكو، كمؤتمر يعقد في يونيو/ حزيران من كل عام في إحدى الولايات الأميركية، ويحضره ما بين ثلاثين ألفا وأربعين ألف طبيب من العالم، وتجري فيه نقاشات وعروض أبحاث لكل الأحداث المتعلقة بالسرطان للعام".
وشرح أنه "منذ أربع سنوات منحت الأسكو الحق لعدد من جمعيات العالم نقل أفضل ما تقدمه الأسكو في مؤتمرها السنوي. والهدف تعريف لسكان المنطقة بالمنجزات الجديدة. ولبنان هو إحدى الدول السبع في العالم التي حصلت على هذا الحق منذ عام 2006. ومنذ ذلك الحين نقيم أفضل ما لدى الأسكو في لبنان في تموز من كل عام".
ويحضر المؤتمر الإقليمي نحو مائة طبيب لبناني، وثلاثمائة طبيب إقليمي