السلام عليكم
يبدو أن الطب الحديث بدأ يتجه إلى الممارسات الطبية القديمة لتحقيق نتائج علاجية فشلت في تحقيقها الأدوية العصرية. هذا ما اعترف به كبار الأطباء الدوليين أخيراً بعد أن فشلت أحدث الأدوية والعقاقير في مقاومة أنواع من البكتيريا القوية أو "السوبر". وهذه البكتيريا استطاعت بمرور الوقت، حتى في المستشفيات والمراكز العلاجية، مقاومة الأدوية بما في ذلك المضادات الحيوية المركزة القوية. هذا هو السبب في لجوء كبار الأطباء إلى وسائل علاج تقليدية كانت تستخدم في علاج الأمراض والجروح منذ مئات السنين وتتغلب على البكتيريا القوية التي تقاوم المضادات الحيوية MRSA.من بين وسائل قهر هذه البكتيريا عسل النحل (خصوصاً من نوع مانوكا Manuka Honey), والديدان أو اليرقات الصغيرة Imaggots ووجد الأطباء ان هاتين الوسيلتين من أقوى الوسائل الفعالة في مقاومة تلك البكتيريا "المستأسدة". هذه البكتيريا، كما تشير الإحصاءات البريطانية الرسمية تقتل نحو 8 آلاف بريطاني كل سنة، ولا تتأثر بأي نوع من أنواع المضادات الحيوية، كما أنها تكلف المؤسسات الصحية البريطانية مليارات الجنيهات الاسترلينية. لجأت مستشفى رويال يونايتد في "باث" إلى استخدام عسل النحل ويرقات الذباب Fly Larvae في علاج الجروح والقروح، لقد وجد الأطباء ان المحتوى العالي من السكر في عسل النحل المذكور (بالإضافة إلى خلوه من الماء) يعتبر بيئة غير مشجعة على بقاء البكتيريا، كما أن عنصر الحموضة في عسل النحل من أهم العناصر التي تكافح وجود البكتيريا وتقضي عليها. كما أن أكسيد الغلوكوز له فعاليته بهذا الشأن. هذا النوع من العسل يختلف عن الأنواع العادية في أنه مصنوع من نبات مانوكا الذي يكثر نموه في نيوزيلندا. ويتم تعريض هذا العسل لإشعاعات خاصة تجعله معقماً خالياً من البكتيريا، وعند استخدامه في معالجة الجروح يقضي تماماً على أي بكتيريا تعيش داخلها. لوحظ أيضاً ان اليرقات والديدان الصغيرة، إذا وضعت على الجرح فإنها تساعد على شفائه خلال فترة وجيزة لأنها تأكل البكتيريا، وتأكل الأنسجة الميتة وتترك الأنسجة الصحيحة مكانها وقد يلجأ الأطباء في المستقبل القريب إلى وضع يرقات وديدان في الجبائر التي توضع حول الجروح والكسور للقضاء على البكتيريا. المعروف أيضاً أن عسل النحل ظل يستخدم في القرون الماضية في علاج عدد من الأمراض وعالج الجروح والالتهابات نظراً لما يتمتع به من خواص تعجل بالشفاء. أول من أدرك مزايا عسل النحل في العلاج هم قدماء المصريين الذين استخدموه في علاج الحروق والجروح. في الحرب العالمية الأولى لجأ الأطباء الألمان إلى خلط عسل النحل بزيت كبد القد (سمك) باعتبار الخلطة جزءاً مهماً في ضماد العمليات الجراحية. يحتوي عسل النحل على مواد مضادة للأكسدة تعجل بالشفاء. عسل النحل من أقدم المواد الغذائية في العالم، ووجد بعض منه في مقربة توت عنخ آمون. وقد جاء في القرآن الكريم ذكر عسل النحل الذي "فيه شفاء للناس".